لا حديث هذه الأيام إلا عن عشرات الشركات التي انتشرت كالفطر بين عدد من المدن المغربية، تستغل قلة فرص الشغل لممارسة كل فنون النصب و الاحتيال، حيث يتقمص مسؤولوها دور ” المكون والوسيطة ” الذي يساعد الشباب العاطل للحصول على عمل بأحد ” مراكز النداء ” أو ” centre d’appel “، مقابل مبالغ مالية قالت مصادرنا أنها تتراوح بين 400 و 600 للحصة ( 3 ساعات ).
ولأن العقد شريعة المتعاقدين، فإن هذه الشركات ” القانونية ” لا يمكن متابعتها بتهمة النصب و الاحتيال، لأن ضمن بنود العقد الموقع بين العاطل و الشركة، بند يؤكد صراحة أن الشركة تتكفل بتكوين العاطل، ومساعدته ” لاجتياز مباراة الحصول على عمل، بحجة أن الشركة لها شراكات مع عدد من مراكز النداء، بيد أن واقع الحال يضيف مسؤول بأحد مراكز النداء بالرباط، يؤكد أن هذه الشركات لا تربطها أي صلة بهذه المراكز، لكنها تستغل في كثير من الأحيان حاجة الأخيرة لعمالة، فتسوق لنفسها أنها من ” توسطت ” للبعض من أجل الحصول على فرص شغل بها.
ذات المصادر، قالت أن هذه الشركات، تستغل ضعف ” اللغة الفرنسية ” لدى شريحة عريضة من الشباب العاطل، من أجل فرض ” تكوين ” لا يتعدى 3 ساعات مقابل مبالغ تتراوح كما جرى ذكره سابقا، بين 400 و 600 درهم، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تستقبل هذه الشركات بشكل يومي ما لا يقل عن 80 عاطلا، يتم توزيعهم على حصتين، الأولى صباحية والثانية مسائية … وعليه يمكن احتساب حجم الأرباح الخيالية التي تجنيها هذه الشركات شكل قانوني عن طريق النصب و الاحتيال، دون أن توفر فرص شغل أو حتى أن تضخ أي درهم في خزينة الدولة، لسبب بسيط، هو أن شركات التكوين معفية من الضرائب.
المصدر : اخبارنا المغربية