توقع خبراء في قطاع الوقود أن تعود أسعار المحروقات في المغرب إلى الارتفاع بعد قرار التحالف العالمي، الذي قد يؤدي إلى نقص المعروض على الأسواق وارتفاع أسعار النفط. وتشير تحديثات مستمرة بشأن خفض إمدادات النفط المقررة من قِبَل قادة تحالف “أوبك+”، الذي يضم السعودية وروسيا، إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام عالميا. ومن المتوقع أن يتخطى سعر البرميل حاجز 100 دولار نهاية العام الحالي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022.
تخفيضات إمدادات النفط تنذر بارتفاع أسعار المحروقات في المغرب:
صاحب الاختصاص النفطي أوضح أن هذا الارتفاع في أسعار النفط يعني استمرار زيادة أسعار المحروقات في المغرب، مشيرا إلى أهمية الحكومة في العودة إلى تنظيم أسعار الوقود وسحبها من قائمة المواد التي تم حرمانها من التنظيم، في التوافق مع شركات التوزيع تجنبا للتهافت. وقد ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير خلال العام الماضي، حيث بلغت أسعار الديزل مستويات قياسية اقتربت من 17 درهما للتر الواحد.
اقرأ أيضًا: أسعار المحروقات بالمغرب .. تفسيرها من أرباب محطات الوقود
وفي إطار موجة ارتفاعات أسعار الوقود في المغرب خلال شهر أغسطس الماضي، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذا الارتفاع يتزامن مع زيادة أسعار المحروقات عالميا، سواء كانت خامات النفط أو منتجاته المكررة، مما يؤثر على الدول المستوردة، وبخاصة تلك التي لا تنتج النفط، مثل المملكة المغربية التي تعتمد بشكل كبير على وارداتها من المنتجات المكررة للنفط.
ويرجح أن قرار تمديد التخفيض الطوعي لإنتاج النفط من قِبَل التحالف العالمي “أوبك+”، والذي يقوده السعودية وروسيا، سيلقى تأثيره على ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب خلال الأشهر المتبقية من عام 2023. وعلى الرغم من الزيادات المتتالية التي شهدتها أسعار المحروقات في شهر أغسطس الماضي، يبدو أن المغربيين سيعانون مرة أخرى بسبب هذا القرار.
تأثير خفض إمدادات النفط على الأسعار:
وبناءً على ما تعتمد على البيانات الحالية المتاحة، يتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب بسبب تخفيضات إمدادات النفط على المستوى العالمي، مما يعكس التأثير السلبي لهذا الزيادة على المعيشة اليومية للمواطنين المغاربة. من الضروري أن تتخذ الحكومة إجراءات فعالة للتعامل مع هذا الوضع المتراكم والحد من آثاره السلبية على الاقتصاد وحياة المواطن العادي في المغرب.
اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في المغرب
رفع أسعار النفط الخام العالمية:
اتفقت عدد من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم على خفض كمية التصدير، وهذا من المتوقع أن يؤدي إلى رفع أسعار النفط العالمية. ويعكس هذا الاتفاق تعاون “أوبك+” بقيادة السعودية وروسيا للحفاظ على استقرار سوق النفط.
تأثير زيادة تكلفة المحروقات:
يترتب على ارتفاع أسعار النفط زيادة تكلفة المحروقات في المغرب. فعندما يزداد سعر البرميل، يتم تحويل هذا الزيادة إلى أسعار الوقود، وبالتالي يضطر المستهلكون المغاربة لدفع مزيدٍ من المال لتعبئة خزانات سياراتهم وتشغيلها.
تأثير ارتفاع تكاليف النقل:
من المتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار المحروقات إلى ارتفاع تكاليف النقل في المغرب. فالشاحنات ووسائل النقل الأخرى التي تعتمد على الوقود بشكل كبير ستضطر إلى دفع تكاليف أعلى لتشغيلها، وهذا بدوره سينعكس في تكاليف المواد الأساسية والسلع الأخرى التي يتم نقلها.
اقرأ أيضًا: أسعار المحروقات تشهد ارتفاعًا جديدًا اعتبارًا من هذه الليلة في المغرب
تأثير على تكاليف الإنتاج والشركات:
سيكون لارتفاع أسعار المحروقات تأثير كبير على تكاليف الإنتاج والشركات في المغرب. فالشركات التي تعتمد بشكل كبير على المحروقات، مثل قطاع النقل والصناعة، ستضطر إلى تحمل تكاليف إضافية، وهذا قد ينعكس على أرباحهم وقدرتهم على تقديم خدماتهم بأسعار مناسبة.
في النهاية، من المتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب بفعل تخفيض إمدادات النفط عالميًا. من الضروري أن يكون المستهلكون والشركات على استعداد لهذا الارتفاع وتوخي الحذر في التخطيط لنفقاتهم وأعمالهم.